البـيـر:.البير هي إحدى بلدان المحمل قبل تسمية المنطقة بمحافظة ثادق .وهي في اللغة:قال الشيخ حمد الجاسر: ((البير بكسر الباء الموحدة بعدها ياء مثناة تحتية ساكنة وآخره راء من قرى ثادق في منطقة الرياض))[1].وأما الموقع القديم للبلدة كان العرينات يسكنونه يقع أسفل البير بين الطريف والمقيصرة قبل التقاء مجمع الأودية بوادي (أبو فحيحيل) ولازالت بعض آثار البلد (بقايا البيوت) وآباره موجودة وقد تم تملكها الآن كمزارع لبعض الأهالي[2] .الموقع : تقع البير شمال غرب مدينة الرياض على بعد مائة وعشرين كيلومتر تقريبي على خط عرض 17- 25 وعلى خط طول 57- 45 , وهي بلدة هادئة تحيط بها الجبال والأكمات من بُعد. * البير والتاريخ:.ذكر ابن حمدان في كتابه (البير) أن معظم المصادر التاريخية ذكرت أن البير نشئت قديماً وذكر أن آل حنيحن البدارين الدواسر استولوا على البلد وأخرجوا منه العرينات من سبيع عام 1015هـ سوى المؤرخ مقبل الذكير في كتابه المخطوط ذي الأجزاء الثلاثة والذي تردد في تسميته فقد أضاف معلومة جديدة اختص بها قال( البير قرية معروفة في سدير[3] وأمراؤها من العرينات من سبيع وكان ينازعهم فيها آل حنيحن فتغلبوا عليهم وأجلوهم عنها فلما كان عام 1015هـ سطى محمد وعبد الله آل حنيحن في بلد البير واستولوا عليه وأخرجوا منه العرينات فعمروه وغرسوه وتداولته ذرية محمد من بعده وهم آل حمد المعروفون نسبة إلى حمد بن محمد المذكور وبقي في أيديهم ).وأضاف الذكير أن النزاع قائم بين الفريقين ( القبيلتين) منذ أمد وأن آل حنيحن تغلبوا على البلد أخيراً وانتزعوه من العرينات وأخرجوهم منه ولم يعودوا له بعد ذلك [4].وعلى ذلك يتبين لنا أن البير كانت قديمة قبل عام 1015هـ وذلك لأن هناك أسر كثيرة في ثادق والصفرات والزلفي والقصيم والغاط والقرينة وحريملاء وبعض بلدان سدير من الدواسر أتت من بلد البير.ويقول ابن حمدان سمعت محمد بن حمد بن عبيد يقول أنه سمع من بعض كبار السن قبل حوالي 50 عاماً قولهم إن عمر البير آنذاك 514 سنة فيكون عمره الآن 564عاماً أي أنه عمر سنة 850هـ تقريباً وقد يكون قبل ذلك والله أعلم[5] . *البير والدولة السعودية الثالثة:.كان من نعم الله على بلادنا ـ حكومة راشدة ـ تأسست على تقوى الله وحب الخير للبلاد وأهلها. وقد تأصلت هذه المعاني السامية عندما أعلن الملك عبد العزيز رحمه الله توحيد البلاد وإنقاذها من براثن الجهل والخوف والفوضى فانضم تحت لوائه رجال هذه البلاد طواعية وحباً في تحقيق هذه الأهداف السامية .وكان تنظيم الجيش ـ مجموعات ـ لكل واحدة منها راية ـ بيرق ـ , ومن ضمنها راية ـ بيرق ـ المحمل والذي يعد سنداً مهماً ( بعد الله ) للملك عبد العزيز في المهام الشاقة لتوحيد أرجاء البلاد .وكان كثير من رجال بلد البير تحت هذه الراية حيث ساهموا في كثير من غزوات التوحيد بداية ونهاية , وأبلوا بلاء حسناً , فمنهم من استشهد ومنهم من بقي على قيد الحياة ذاكراً للأجيال ماسمعه وشاهده من مواقف لملك عبد العزيز يشيب له الوالدان.كما ساهم من لم يستطع المشاركة في الغزوات بما يقدر عليه من مال وغذاء وراحلة لدعم المسيرة وتعزيز القوة.ومازال أبناء بلد البير يكملون مسيرة آبائهم وأجدادهم في المشاركة الفاعلة في العهد الزاهر , في جوانب التعليم والإدارة والمال والأعمال حيث برز منهم الكثير في هذه المجالات.وذكر ابن حمدان في كتابه البير بما أضافه د. حمد الحيدري.. مايلي :(( وكان واجب البلد بالغزو ست ركائب ( وقد تدخل معها عُليا الصفرات ) في الأمور المعتادة وقد تزيد عند الحاجة , علماً بأنهم لايقتصرون على الواجب , يدل على ذلك أنه شهد معركة السبلة مثلا وحرب اليمن أكثر من هذا العدد بكثير . فممن حضر السبلة :عبد العزيز بن عبيد[6]/ وعبد الله بن حسن بن دريهم / وعبد الله الرتيق / وأخوه ناصر الرتيق / وسعد بن حميد وغيرهم .وكان في حرب اليمن مع الأمير محمد بن عبد العزيز... كل من : محمد بن يحيى الملقب (الطويل ) / وعبد الرحمن بن صقر بن موسى / وعبد العزيز الزايدي / وحمد بن موسى / ومحمد بن سلامة / وناصر بن محمد بن زومان / وعبد الله بن محمد بن صبيح / وحمد بن عبد الله بن صبيح / وعبد الله الرتيق / وناصر الرتيق .. وممن كان يشارك أيضاً عبد العزيز بن قاسم / وناصر بن مطلق / وحمد الرتيق... وغيرهم .وقد كان محمد بن حمد بن ربيعة وأخاه إبراهيم يصحبان الملك عبد العزيز كثيراً في غزواته [7]. وأيضاً كان الشيخان عبد الرحمن بن علي الحمدان وعبد الرحمن بن محمد بن براك قد حضرا تربة مع الملك عبد العزيز حيث عين عبد الرحمن الحمدان مطوعاً أو قاضياً في تربة وتوسط ببعض المشائخ لإعفائه فأعفاه في قصة ذكرها ابنه علي مدير مدرسة البير)).*الانتقال الحضاري للبير:.*الخدمات:.الكهرباء في البير:.قد تعرف أيها القارئ أن إنارة أزقة القرى الضيقة في الماضي كانت تتم بوضع حجر منحوت فيه حفرة يوضع فيها (الودك) الشحم وفتيلة ( قطعة قماش) في وسطه تُشعل فيها النار فتُضيء الطريق ثم (اخترعوا) السراج أبو دنان يصنعه حدّاد القرية من النحاس أو المعدن أو الحديد.. فجاء الفنار يوقد بالقاز ثم الأتريك بالقاز أيضاً .فلما جاءت الكهرباء بادر المواطن ورجل الأعمال محمد بن عبد الرحمن بن خميس بإنارة بلد البير بالكهرباء فجلب الآلات وبنى لها مكاناً وأوكل من يقوم بشئونها وأنار البيوت والأزقة بضع سنوات مجاناً حتى جاءت الكهرباء الرسمية .( وقبل ابن خميس بزمن كان بعض الجماعة وهم من آل حمدان قد أحضروا مولد كهرباء لهم خاصة فطلب بعض المواطنين مشاركتهم على أن يدفعوا ما يستحق عليهم ففعلوا وكفى ذلك البلد مدة طويلة) .ثم بعد ذلك دخل الكهرباء البير .*المـــاء:.كانت النساء في الماضي يجلبن الماء من الآبار أو من المناحي (جمع منحاة) حين تمتلئ بماء المطر في أواني قدور نحاسية على رؤوسهن وتضع إحداهن (الكوارة)[8]على رأسها وتحت القدر لتثبيته , ولوقاية الرأس من ألم القدر , ولتوزيع الحمل (الثقل) على الرأس .ثم قامت وزارة الزراعة والمياه بمد البلدة بالماء بواسطة الصهاريج (الوايتات) من ثادق حيث الماء العذب . حتى جاء مشروع المياه وأوصلت الأنابيب للبيوت .*الـهاتــف:.تأخر الهاتف عن البير لعدة أمور منها كسل الأهالي في المراجعة ولعدم وجود أسفلت في الماضي يربط البلدة بقاعدة المنطقة ثادق [9], مما ترتب عليه مكثها مدة طويلة بدون هاتف ثم جاء هاتف نظام (رادو) للدوائر الحكومية فقط وهاتف عملة حل جزءاً قليلاً جداً من المشكلة . ومازال الأهالي بانتظار الهاتف الذي لاغنى عنه خاصة بعد أن زال العذر أي سُفلِتَ الطريق الموصل بين البير وثادق (8 أكيال) . *الطــرق:.للبلد طريق رئيسي عبر شعيب البير ينطلق من طريق الرياض ـ سديرـ القصيم عند مفرق بلدة (الحسي) على بعد 90 كيلاً من الرياض . وفي الحسي يتجه طريق الصفرات يساراً إلى الجنوب ويستمر طريق البير مع طريق سدير القديم , وبعد عشرة أكيال وقبل مفرق طريق ثادق بعشرة أكيال تقريباً يتجه طريق البير جنوباً مسافة 20 كيلاً ليصل البير.وهذا الطريق أنشئ بعد أن كان اقتُرح إنشاء طريق واحد يخدم الصفرات والبير ولكن لجنة من وزارة المواصلات برئاسة وكيل الوزارة آنذاك فيصل الشهيل رأت صعوبة ذلك لارتفاع الجبال الفاصل بين البلدين.ويوجد طريق ثانٍ يصل البير بثادق قاعدة المنطقة وطوله حوالي 9 أكيال. كافح الأهالي واستمروا في مطالبة وزارة المواصلات به حتى تم اعتماده كطريق زراعي .ويوجد طريق ثالث مع الشريج يربط البير بطريق ( الرياض ـ حريملاء ـ رغبة ـ القصب ـ شقراء ) تم بتبرعات من الأهالي وطوله 15 كيلاً[10].والطريق الرابع يصل البير بـ (الصفرات) وطوله سبعة أكيال قام بتعبيده المواطن عبد الله بن موسى بن حمد الموسى1 .* مساهمات ومشاريع بعض الأهالي:.قام رجل الأعمال المواطن محمد بن عبد الرحمن بن خميس بإنارة البلدة بالكهرباء .وكذلك المواطن عبد الله بن موسى بن حمد الموسى بسفلتة الطريق الدائري حول البلد بل وطريق البير عبيثران (8 أكيال) الموصل من البير لطريق حريملاء ـ ثادق. ووصلة (الساحبة) من طريق البيرـ ثادق إلى طريق ثادق ـ طريق سدير القديم وبناء مدرسة البنات في المخطط الشمالي , وتعبيد طريق البير الصفرات (أكثر من7 أكيال) . وسعد بن عبدالله بن موسى سفلت شارعاً في المخطط الشمالي وعبد العزيز الصوينع سفلت آخر . ولقد قام رجلا الأعمال سعد وعبد العزيز أبناء عبد الله الموسى بتنفيذ توصيل وتمديد شبكة المياه بمخطط البير الشمالي (مخطط البويطن ) بتكلفة قدرها ثلاثة ملايين ريال تقريباً .. وكذلك أقام رجل الأعمال عبد العزيز بن نصار محطة تحلية مياه ـ سبيل ـ لأبناء البلد وعابري السبيل . جزاهم الله خيراً .*الدوائر الحكومية في البير:.الإمارة (المركز) .مدرسة البنين الإبتدائية .مدرسة البنات الإبتدائية .المستوصف .البريد .والبلد في حاجة ماسة إلى خدمات بلدية أكثر ويعلق الأهالي آمالاً على بلدية ثادق ووزارة البلديات ولجنة إمارة منطقة الرياض التي يقال إنها تبحث تطوير قرى المنطقة (!!) .
[1] كتاب البير ص (17) .[2] كتاب البير ص (26) .[3] هذا سبق قلم من المؤلف رحمه الله لأن البير في المحمل, وسدير على كل حال ملاصق للمحمل من الشمال الغربي .[4] كتاب البير ص (51) .[5] كتاب البير ص (54) .[6] وكان من الذين مارسوا الغوص .[7] كتاب البير ص . [8] الكوارة : صوف أو قماش مفتول على شكل دائرة مثل العقال إلا أنه أصغر منه.[9] التي وصلها الهاتف عام 1403هـ .[10] لقد تم تعبيد طريق ثادق عبر وادي عبيثران فقام عبدالله بن موسى بن حمد الموسى بسفلتة مابينه وبين البير8 أكيال .
0 التعليقات:
إرسال تعليق