هيئـــة الأمر بالمعــروف والنهــــي عن المنكــر في محافظة ثادق إنشئت قديمـــاً وكان ذلك عام 1383هـ على أهل الخير ثم أصــبح العاملون فيها موظفين حكوميين بعد أن كان الأمر بالمعروف والنهيعن المنكر في المحافطة قائمـــاً على جهود أهـــل الغيرة ، ومحبي الإصلاح ، من أهــل الخير احتساباً وتطوعاً .الامام عبدالرحمن الفيصل وصلته برجال الحسبة في ثادقالوثيقة التي بعثها الإمام عبد الرحمن بن فيصل آل سعود - رحمه الله - إلى أعيان ثادق المحتسبين بالقيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، يحثهم على القيام بالحسبة تحمل في طياتها دلالات ومضامين عميقه عن أهميه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومنذ نشأه الدولة السعودية (مروراً بأدوارها الثلاثة) والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ركيزه من أهم ركائز نظام الدولة السعودية حتى وقتنا الحاضر ولله الحمد والمنّة. وما توجيه الإمام عبد الرحمن بن فيصل آل سعود - رحمه الله - إلاّ دلالة على أهمية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وبطاعة أولي الأمر الذين يقيمون حدود الله ويطبِّقون أحكام شرعه ويحذرهم من التهاون أو التقصير وأن من يخالفهم سوف يحصل على التنكيل، لذا كانت هذه المتابعة من الإمام سبب انتشار روح العدل والطمأنينة والأمن والدعة بين جميع المواطنين وفي جميع أرجاء البلاد، وتلك التعليمات والتوجيهات أتت أكلها بنفسٍ عطشى لأنّها أدت إلى التفاهم واجتماع الناس على كلمة الحق وكان سبباً في إخلادهم إلى الراحة وهذه نعمة منّ الله بها علينا ومنّ علينا أن جعل حكامنا من أهل التقوى والأيمان. وإن إصراره - رحمه الله - على إقامة الحدود لما في ذلك من وقاية المجتمع من الشرور والمفاسد، ومعلوم أن تطبيق هذه الحدود لا تكتسب هيبتها ولا تبلغ الغاية المرجوه منها إلاّ إذا كان من يقوم بها من أهل السلطة، وأنّ هذه الدولة التي قامت على الكتاب والسنّة وتطبيقها للشريعة الإسلامية، جعل الناس سواسية لا فرق بين غني ولا فقير ولا صاحب سلطة أو غير سلطة، وهذا ما قامت عليه الدولة التي بناها الملك عبد العزيز - رحمه الله - بتوجيهات من والده - رحمه الله - الذي زرع في قلبه الخشية من الله والحرص على تطبيق أحكام الشريعة على الجميع، فلم يعف أي شخص مهما كان مركزه أو ماله أو جاهه ولم يسمح لتمييز أي شخص أمام حدود الله، لذا كان من ثمارها أن انتهى عهد التعدي والفوضى والسلب والنهب، ويقول خير الدين الزركلي عن الملك عبد العزيز ((إنّه كان يرجع إلى أبيه في كل ما يهم من أمور الدولة، وقلَّما يعقد أمراً ذا بال إلاّ بعد استشارته واستئذانه، وكلما وردت على عبد العزيز رسالة لها أهمية خاصة أرسلها إلى والده ليطلع عليها أو ليبدي فيها رأيه)) أ.هـ(1). ومن اهتمام الملك عبد العزيز بوالده - رحمه الله - وأخذ مشورته أن جعل المؤتمر الذي عُقد في الرياض عام 1343هـ - 1924م برئاسة الإمام عبد الرحمن الفيصل والذي حضره حشد من العلماء وأمراء البلدان ورؤساء القبائل والعشائر(2). وما توجه الإمام عبد الرحمن بن فيصل آل سعود على هذه الوثيقة لأهل ثادق إلاّ دلالة على صلاحه وهذا خيراً للمسلمين أن جعل حكام الدولة يحرصون على التمسك بالشريعة. ويقول باركلي رونيكير عندما قابل الإمام في الرياض ((إنّ الإمام عبد الرحمن شيخ عظيم الوسامة، يحمل مظهره الكلي روح المغامرة ونبل الفخامة، إنّه لطيف ولكنه جاد ووقور ... الخ))(3). ونعود إلى نص الوثيقة فهي: ((من عبد الرحمن بن فيصل إلى الأخوان عبد الرحمن بن الشيخ ومحمد وعبد الرحمن بن ناصر ومحمد بن مزيعل وعيسى بن محمد سلمهم الله تعالى السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد موجب الخط إبلاغ السلام والسؤال عن حالكم والخط الكريم وصل وصلكم الله إلى ما يرضيه وما ذكرتوا كان معلوم بخصوص من طرف قيامكم في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فهو الظن فيكم برك الله فيكم أنتم لا تناظرون وجه أحد ولا حكي أحد وما أشكل عليكم من أمر الشرع فالشيخ عندكم قريب وإن كان واقف في وجهكم فعرفونا به وأدبه علينا وأنتم اجتهدوا في دربكم ولا يصير التقصير منكم وهذا من ذمتنا في ذمتكم هذا ما لزم وبلغو السلام العيال ومن عندنا يسلمون 5-11- 1336هـ)). والخطاب موجَّه إلى: عبد الرحمن بن الشيخ حمد بن عبد العزيز آل الشيخ وهو من بيت علم وصلاح ويدل على ذلك كثرة العلماء في أسرتهم منذ الدولة السعودية الأولى فبيتهم بيت علم ودين حيث والده الشيخ حمد بن عبد العزيز آل الشيخ قاضي سدير والوشم والمحمل زمن الإمام فيصل وابنه عبد الله (4) وأخوه الشيخ محمد إمام وقاضي للحرم منذ عام 1343- 1347هـ(5) وأبن أخيه الشيخ عبد العزيز بن محمد آل الشيخ قاضي تبوك(6) وجد أبيه هو الشيخ محمد بن عبد العزيز آل الشيخ قاضي البريمى(7) وغيرهم، والشيخ عبد الرحمن له مكانة مرموقة وكلمة نافذة ومحبة في قلوب الناس وكان كريماً سخياً عزيز النفس وكان في تجارته يتجاوز عن المعسر وهذا في أحفاده إلى اليوم بارك الله فيهم, وقول الإمام عبد الرحمن من أمر الشرع فالشيخ عندكم قريب يقصد الشيخ محمد بن الشيخ حمد بن عبد العزيز آل الشيخ أمام وقاضي الحرم عام 1343 -1347هـ, أما محمد وأخوه عبد الرحمن أبناء ناصر بن فوزان آل سويلم أمراء ثادق منذ الدولة السعودية الأولى والثانية وجزء من الثالثة وفيهم الوجهاء والوزراء ومحمد آل مزيعل من أهل الصلاح والتقوى وكذلك عيسى بن محمد آل عيسى وأسرته فيهم أمراء في ثادق من بداية الدولة السعودية الثالثة حتى عام 1357هـ. المراجع (1) شبه الجزيرة في عهد الملك عبد العزيز جـ 1326-4 . (2) أمين الريحاني ص 327 تاريخ نجد الحديث وخير الدين الزركلى ج 329-1 شبه الجزيرة. (3) عبر الجزيرة العربية على ظهر جمل ص 175- 176 . (4) الدرر السنية ج 12-82 للشيخ عبد الرحمن القاسم وروضة الناظرين ج1-89 للشيخ محمد بن عثمان القاضي وعلماء نجد خلال ثمانية قرون ج2-82 ترجم برقم 116 . (5) كتاب البير للأستاذ محمد بن عبد الله الحمدان ص160- 161 وعلماء نجد خلال ثمانية قرون جـ 5-519 لكنه أخطأ في لقبه حيث ذكر أنّه من آل حمدان والصواب آل الشيخ وكتاب ثادق للأستاذ حمد الوهيبي ص 115 . (6) علماء نجد خلال ثمانية قرون جـ 3-519 فأخطأ في لقبه حيث جعله آل سويلم والصحيح آل الشيخ وكتاب البير للأستاذ محمد بن عبد الله الحمدان ص 160 وكتاب ثادق للأستاذ حمد بن ناصر الوهيبي ص115 . (7) عنوان المجد لابن بشر جـ 2-33 وقضاه حريملا ص17 وكتاب ثادق للأستاذ حمد الوهيبي ص 104.
بقلم الباحث الترايخي :ابراهيم بن حمد بن محمد
0 التعليقات:
إرسال تعليق